سيطرت قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية وطائرات التحالف الدولي بدأت بتمشيط الحي الأول وأجزاء من الحي الثاني وسد الفرات الاستراتيجي، بالتزامن مع الهدوء الحذر الذي يسود المدينة، حيث تجري عمليات التمشيط للتأكد من خلو المدينة من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ولا يعلم إلى الآن ما إذا كانت عملية السيطرة الكاملة على السد وما تبقى من أجزاء من المدينة، وبدء التمشيط فيها، جاءت بعد اشتباكات وعمليات عسكرية، أم أنها نتيجة لاتفاق غير معلن بين قوات سوريا الديمقراطية والتنظيم عبر وجهاء وأعيان من المنطقة، تقضي بانسحاب من تبقى من عناصر التنظيم على غرار العناصر من الجنسية السورية الذين سبقوهم.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل 3 أيام، أن أجزاء من الأحياء المحاذية لسد الفرات وامتداده بمدينة الطبقة، لا تزال تشهد اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية وطائرات التحالف الدولي من جانب، وعناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، في محاولة من قوات سوريا الديمقراطية استكمال تمشيط المدينة والدخول إلى كامل أحياء الطبقة، حيث أن قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية فرضت سيطرتها على مدينة الطبقة، فيما لم تتمكن إلى الآن من دخول سد الفرات والحي الأول، كما كانت أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن الاشتباكات عادت للاندلاع بعد الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية عبر وجهاء وأعيان في الطبقة، على انسحاب عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الطبقة، نحو مدينة الرقة، وتأمين ممر لخروجهم عبر مناطق سيطرة قوات عملية “غضب الفرات”، حيث أكدت المصادر للمرصد أن جزءاً من العناصر وهم من الجنسية السورية، انسحبوا من المدينة، فيما رفض من بقي في أحياء القسم المعروف بـ “مدينة الثورة” الانسحاب وغالبيتهم الساحقة من جنسيات غير سورية، ورجحت المصادر أن العناصر عزفوا عن الخروج والانسحاب، وقرروا القتال حتى النهاية، وسط استمرار محاولات التوصل معهم إلى اتفاق جديد يؤمن لهم الانسحاب من المدينة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل أيام أن اتفاقاً جرى بين قوات سوريا الديمقراطية وأعيان من الطبقة بخصوص انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث يقوم الاتفاق على خروج كامل لعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” بسلاحهم الفردي مع عائلاتهم ومن يرغب بالخروج من المدنيين، ويتم الخروج عن طريق ممرات يتم تأمينها عبر مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية نحو مناطق سيطرة التنظيم في مدينة الرقة وريفها.
كما نشر المرصد السوري حينها عن احتمال وجود عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” في الحي الأول من المدينة وبجسم سد الفرات، ممن رفضوا الانسحاب، حيث تسمع أصوات إطلاق نار في الحي الأول من “مدينة الثورة” ومناطق أخرى في المساكن المحاذية لنهر الفرات وسدها، لا يعلم ما إذا كانت ناجمة عن اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية ومن تبقى من عناصر التنظيم، أم نتيجة تمشيط مقاتلي عملية “غضب الفرات” للمدينة.
أيضاً نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الأول من أيار / مايو الجاري من العام 2017 ما أكدته له مصادر موثوقة عن أن مفاوضات تجري بوساطات أهلية في مدينة الطبقة الواقعة في الريف الغربي لمدينة الرقة، في محاولة لتأمين ممر لخروج من تبقى من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من الطبقة نحو مدينة الرقة، وأبلغت المصادر للمرصد أن المفاوضات تجري بين أعيان ووسطاء من المدينة وبين قوات سوريا الديمقراطية وقوات عملية “غضب الفرات”، في محاولة لتأمين ممر لعناصر التنظيم للخروج من المدينة، بعد أن تراجع التنظيم في المدينة، كما أكدت المصادر حينها أنه لم يجرِ حتى الآن التوصل إلى أية نتائج حول الوساطات، فيما تستمر محاولات التوصل إلى توافق ينهي القتال الجاري في الطبقة، وذلك في سيناريو مشابه لما جرى في مدينة منبج في العام المنصرم 2016، والتي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، كامل بعد اشتباكات استمرت منذ الـ 31 من شهر أيار / مايو الفائت وحتى الـ 12 من شهر آب / أغسطس من العام 2016، عقب انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” من جيوب تبقى فيها برفقة عائلات عناصره ومدنيين غير راغبين بالبقاء تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل أيام ما أكدته مصادر موثوقة له عن قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بتسليم مهام “الحسبة” للأمنيين في تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث تجري عمليات مراقبة لأحياء المدينة عبر زرع كاميرات في عدد من المناطق ومراقبة الحركة العامة لقاطني المدينة، وأكدت مصادر أخرى موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أرسل نحو 100 عنصر من مقاتليه إلى منطقة الطبقة في ريف الرقة الغربي، في محاولة إسناد جبهتها التي تراجعت بوتيرة متسارعة، وأكدت المصادر أن عملية إرسال التعزيزات جاءت بعد عملية تسليم مهام “الحسبة” وعملها لأمنيي التنظيم في مدينة الرقة، كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بقوات خاصة أمريكية وطائرات التحالف الدولي، تمكنت في الـ 15 من نيسان / أبريل الفائت من العام 2017، من تحقيق تقدم والدخول إلى ضواحي مدينة الطبقة القديم.
كما تحدثت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بتركيز خطبه ودروسه الدينية في مساجد الرقة، عن “أهمية المحافظة على العقيدة في حال خسرت الدولة الإسلامية مدينة أو بلدة أو قرية، وعدم الاحتذاء بالمرتدين الذين فروا إلى مناطق الملاحدة، وبدأوا بالتبرج والتدخين”، وذهب بعض الخطباء إلى أبعد من ذلك واصفين المدنيين الفارين نحو مناطق سيطرة قوات عملية “غضب الفرات” بـ “الدياثة وانعدام الأخلاق لأنهم تركوا أراضي الدولة الإسلامية وأرض الخلافة والتجأوا لأحضان الملاحدة والصليبيين”، كما رجحت المصادر الأهلية أن يكون تنظيم “الدولة الإسلامية” عمد بذلك لتهيئة الرأي العام لخسارة الطبقة الواقعة في الريف الغربي للرقة، والتي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من السيطرة على أجزاء واسعة منها.
أيضاً كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 15 من نيسان / أبريل الفائت من العام 2017، أن قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بقوات خاصة أمريكية وطائرات التحالف الدولي، تمكنت من تحقيق تقدم والدخول إلى ضواحي مدينة الطبقة القديمة، وسط سيطرتها على أجزاء واسعة من ضاحية الإسكندرية وعايد صغير والواقعتين في جنوب شرق وبغرب مدينة الطبقة، بعد 24 يوماً من انتقال المعارك من ضفة الفرات الشمالية إلى الضفة الجنوبية للنهر، بعد أن نفذت قوات أمريكية بمشاركة من قوات سوريا الديمقراطية في الـ 22 من آذار / مارس الفائت من العام الجاري 2017، عملية إنزال مظلي من الجو بمنطقة الكرين الواقعة على بعد 5 كلم غرب مدينة الطبقة، بالتزامن مع عبور لقوات أخرى منهم لنهر الفرات على متن زوارق باتجاه منطقة الكرين، كما أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن عملية الإنزال الجوي وعبور النهر تهدف إلى قطع طريق الرقة – حلب، وطريق الطبقة – الرقة وبالتالي إطباق الخناق على تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينتي الرقة والطبقة بالإضافة للاقتراب من مطار الطبقة العسكري، كما هدفت العملية لمنع قوات النظام من التقدم باتجاه الطبقة في حالة تمكنت من السيطرة على بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي، حيث تعد هذه العملية هي أول تواجد لقوات سوريا الديمقراطية بالإضافة للقوات الأمريكية بالضفة الجنوبية لنهر الفرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق