سياسية . اجتماعية . فنية

دكتور محمد نوري ديرسمي

 ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻧﻮﺭﻱ ﺩﻳﺮﺳﻤﻲ، ﺍﺣﺪ ﻗﺎﺋﺪﺓ ﺍﻭﻝ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻛﻮﺭﺩﻳﺔ ﻋﺎﻡ 1921 ﺿﺪ ﻇﻠﻢ ﻭﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺜﻮﺭﺓ ‏( ﻗﻮﺟﻜﻴﺮﻱ ‏) ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ ﺩﻳﺮﺳﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﺿﺎ ﻋﺎﻡ 1937 ،

ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﺯﺭ ﺍﻻﺗﺮﺍﻙ ﺑﺤﻖ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺑﻨﺎﺀﻩ ﻭﺍﺧﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻓﺎﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺮﻓﺖ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻭﺻﻤﺔ ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻦ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻠﻮﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻮﺭﺳﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻭﻧﻈﺮﺍً ﻟﻮﺣﺸﻴﺘﻬﺎ ﻭﻓﻈﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﻗﺖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻻﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻗﺎﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺭﺟﺐ ﻃﻴﺐ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﺑﺎﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺋﺖ، ﻛﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ﻭﻓﺘﺢ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﺣﻞ ﺳﻠﻤﻲ ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ .
ﻗﺎﻡ ﻧﻮﺭﻱ ﺩﻳﺮﺳﻤﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﺎﻩ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﺘﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺳﻤﺎﻫﺎ ‏( ﺩﻳﺮﺳﻢ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ‏) ، ﻭﻭﺛﻖ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﻮﻳﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺒﻌﺖ ﻓﻲ ﻗﻤﻊ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺩﻳﺮﺳﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺈﻋﺪﺍﻡ ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﺳﻴﺪ ﺭﺿﺎ، ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻮﺭﻱ ﺩﻳﺮﺳﻤﻲ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻻﺑﻨﺎﺀ ﺷﻌﺒﻪ، ﺣﻴﺚ ﺿﺤﻰ ﺑﺎﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻴﺲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺍﻟﺤﺜﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﻭﺍﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﺁﻧﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺩﻳﺮﺳﻢ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺍﻥ ﻳﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻗﻠﻴﻢ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟـ 15 ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻳﻠﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺩﻳﺮﺳﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﺑﺎﻻﻣﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎً ﺍﺛﺮ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺍﻫﻤﻬﺎ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺳﺎﻳﻜﺲ ﺑﻴﻜﻮ ﻋﺎﻡ 1916 ، ﻭﻫﻮ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﻭﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻭﻧﺎﺿﻞ ﻭﺍﻓﻨﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺷﻌﺒﻬﻔﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻴﺮﺍﻥ ‏( 1925 ‏) ﻗﺎﺋﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺩﻳﺎﺭﺑﻜﺮ، ﺍﺣﺴﺎﻥ ﻧﻮﺭﻱ ﺑﺎﺷﺎ ‏( 1930 ‏) ﻓﻲ ﺁﻛﺮﻱ، ﻭ ﺳﻴﺪ ﺭﺿﺎ ‏( 1937 ‏) ﻓﻲ ﺩﻳﺮﺳﻢ ... ﺍﻟﺦ .
ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮﺭﻱ ﺩﻳﺮﺳﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﺫﺍﺭ 1894 ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺁﺧﺰﻭﻧﻴﻚ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺩﻳﺮﺳﻢ، ﺃﺑﻮﻩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻭﺃﻣﻪ ﺯﻟﻴﺨﺔ، ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﻴﺮﺓ ﻣﻼﻥ، ﻓﻘﺪ ﺃﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮﺍً، ﺭﺑﺎﻩ ﻋﻤﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﺩﺭﺱ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺧﻮﺯﺍﺕ، ﺛﻢ ﻫﺎﺟﺮ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺑﻮﻁ ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﺎ، ﺑﺪﺃ ﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻫﻮ ﺷﺎﺑﺎً، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﺇﺗﺤﺎﺩ ﻃﻠﺒﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ .
ﺩﺧﻞ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺒﻴﻄﺮﻱ ﻋﺎﻡ 1911 ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻫﺎﺟﺮ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ، ﻃﻮﺭ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺍﻧﺘﺴﺐ ﺍﻟﻰ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻴﻔﻲ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻋﻀﻮﺍً ﻧﺎﺷﻄﺎً ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺃﺳﺲ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺟﻤﻌﻴﺔ ” ﻋﺎﺷﻘﻲ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ” ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 1914 ﺍﺭﺳﻠﺘﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ ﻛﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﺴﻜﺮﻱ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻋﺰﻟﺘﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻮﺍﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﻔﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ” ﻛﻴﺮﻩ ﺳﻮﻥ ” ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻻﺳﻮﺩ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1921 ﺍﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻋﺪﺍﻡ ﺑﺤﻘﻪ، ﻓﻠﺠﺄ ﺍﻟﻰ ﺩﻳﺮﺳﻢ، ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻋﻠﻲ ﺷﻴﺮ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻛﻮﺟﻜﻴﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ -6 ﺁﺫﺍﺭ 1921- ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﻤﺠﺎﺯﺭ ﻣﺮﻭﻋﺔ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﻠﻔﻪ ﺳﻴﺪ ﺭﺿﺎ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﻭﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺗﺤﻀﻴﺮﺍً ﻟﻼﻧﺘﻔﺎﺿﺔ، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﺍﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻋﻔﻮﺍً ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺳﻴﺪ ﺭﺿﺎ ﻭﻧﻮﺭﻱ ﺩﻳﺮﺳﻤﻲ، ﻓﺄﺿﻄﺮ ﺩﻳﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻔﺮﺍﺭ ﺍﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﺭﺩﻥ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺳﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﻲ “ ﻣﺤﻄﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ ” ﻋﺎﻡ .1940
ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻭﻭﺍﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﻛﺘﺐ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻤﺎﻩ ‏( ﺩﻳﺮﺳﻢ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ‏) ﻭﻃﺒﻊ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﻋﺎﻡ 1952 ﻭﺍﺻﺒﺢ ﻋﻀﻮﺍً ﻗﻴﺎﺩﻳﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺳﺲ ﻋﺎﻡ 1957 ﻛﺄﻭﻝ ﺣﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻛﻮﺭﺩﻱ ﻳﺘﺄﺳﺲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻭﺍﺻﺒﺢ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻣﻘﺮﺍً ﻟﻠﻤﺜﻘﻔﻮﻥ ﻭﺍﻻﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﺣﺘﻰ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﻫﻨﺎﻙ " ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ " ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺎﻡ 1956 ﻭﺍﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺪﻳﺮﺳﻤﻲ، ﻭﺭﻭﺷﻦ ﺑﺪﺭﺧﺎﻥ، ﺣﺴﻦ ﻫﺸﻴﺎﺭ، ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻓﻨﺪﻱ، ﺣﻴﺪﺭ ﺣﻴﺪﺭ ﻭﻣﻦ ﺍﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺃﺩﺍﺏ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﻭﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻧﻬﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﺟﻬﻮﺩﺍ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻻﺩﺏ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﻴﻦ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﻄﺒﻊ ﻋﺪﺓ ﻛﺘﺐ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﻭﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻲ ﻳﻮﻡ -22 ﺁﺏ 1973- ﻭ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻨﺎﻫﺰ 81 ﻋﺎﻣﺎ ﺭﺣﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺮﻯ ﻣﻨﻄﻘﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺩﻳﺮﺳﻢ، ﻭﻗﺪ ﺍﻭﺻﻰ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺣﻨﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﺒﺮ ﺃﻋﺪﻩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻪ ﻭﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1963 ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻭﺻﻰ ﺑﺎﻥ ‏( ﻳﻀﻌﻮﺍ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﻊ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﺮﺳﻢ ﺗﺤﺖ ﺭﺍﺳﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ‏) ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻭﺻﻰ ﺑﺄﻥ ﻳﻤﺮ ﻣﻮﻛﺐ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺑﺤﻠﺐ، ﻭﺃﻥ ﻳﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .
ﺍﻧﺎ ﺍﻳﻀﺎً ﺳﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﻌﺐ
ﻭﺻﺮﺧﺖ ﻭﻧﺎﺩﻳﺖ
ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻜﻢ ﺍﻳﻀﺎَ
ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﺮﺑﻴﻊ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق