ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻗﺎﺿـﻲ ﻣﺤﻤﺪ
١٩٠١ - ١٩٤٧
ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﻴﺮﺯﺍ ﺍﺣﻤﺪ، ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻬﺎﺑﺎﺩ ﺳﻨﺔ ١٩٠١، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﻪ ﻣﻦ ﻋﺸﻴﺮﺓ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻚ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺻﻴﺖ ﺫﺍﺋﻊ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻣﻮﻛﺮﻳﺎﻥ . ﺍﺫ ﺍﻋﺪﻡ ﺑﺘﺄﺭﻳﺦ ٣١ / ٣ / ١٩٤٧ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻻﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﻤﻬﺎﺑﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ( ﺟﻮﺍﺭ ﺟﺮﺍ ) ، ﻣﻊ ﺭﻓﺎﻗﻪ، ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﺰﺝ ﺑﺪﻣﻪ ﺍﻟﺰﻛﻲ ..
ﻛﺎﻥ " ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺟﻼ ﺫﺍ ﻗﺎﻣﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﻟﺤﻴﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ، ﻭﺗﺘﺴﻢ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺭ ... ﺍﺗﻘﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﻞ ﺗﻄﺮﻕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ، ﺣﻴﺚ ﺍﺗﻘﻦ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻦ : ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﺍﻭﻝ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺎﺑﺎﺩ، ﻋﻴﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺴﺆﻭﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ... ﻭﻳﺸﺠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ... ﻋﺎﺭﺽ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﺸﺪﺓ، ﻟﻬﺬﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﺍﻻﻗﻄﺎﻋﻴﻴﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﺳﻨﺪﺍ ﻗﻮﻳﻤﺎ ﻟﻠﻔﻼﺣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﺎﺩﺣﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﺑﺎﻻﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .
ﻗﺒﻞ ﺑﺮﻭﺯ ( ﻋﺼﺒﺔ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ – ﺯ . ﻙ - ) ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ، ﺍﻧﻀﻢ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ " ﺍﻟﻰ ﺣﺰﺏ ( ﺧﻮﻳﺒﻮﻥ ) ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﻠﻦ ﻧﻀﺎﻟﻪ ﺳﻨﺔ ١٩٢٧ ﺑﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﺍﺣﺴﺎﻥ ﻧﻮﺭﻱ ﺑﺎﺷﺎ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺣﺰﺏ ( ﺯ . ﻙ ) ﺍﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﻀﻮﺍ ﺍﻟﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻫﻮ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺑﻤﺒﺎﺩﺋﻬﻢ ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﺑﺮﺍﻣﺠﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻭﻟﻠﻐﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﻜﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻗﺶ ﺍﻟﺴﻴﺪ ( ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻣﻴﻦ ﺷﺮﻳﻒ ) ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ، ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺛﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺛﻼﺛﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻤﺜﻞ ﻛﻮﺭﺩ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﺜﻞ ﻛﻮﺭﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻗﺎﺳﻢ ﻗﺎﺩﺭﻱ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻟـ( ﺯ . ﻙ ) . ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻋﺪﺓ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻬﻤﺔ، ﺍﺑﺮﺯﻫﺎ ﻫﻮ ﻣﺪّ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺧﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻴﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺷﻌﺐ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻴﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮﻩ .
ﻟﻘﺪ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺟﻬﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺗﻤﺸﻴﺔ ﺍﻣﻮﺭﻫﻢ، ﻓﺸﺮﻉ ﺑﻘﻄﻊ ﺻﻼﺗﻬﻢ ﺑﻄﻬﺮﺍﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺣﺸﺪ ﺍﻧﺎﺱ ﺟﻢّ ﻓﻲ ١٦ / ١٢ / ١٩٤٥ ﺑﺴﺎﺣﺔ ( ﺟﻮﺍﺭ ﺟﺮﺍ ) ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﺣﺘﻔﺎﻝ ﻛﺒﻴﺮ، ﺗﻔﻌﻤﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻩ، ﻓﺎﻋﻠﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻮﻛﺮﻳﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻃﻬﺮﺍﻥ ، ﻓﻨﺰّﻟﻮﺍ ﺭﺍﻳﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻋﻠﻮﺍ ﺭﺍﻳﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻮﻥ ﺍﺣﻤﺮ ﻭﻭﺳﻄﻬﺎ ﺍﺑﻴﺾ، ﻭﺍﺳﻔﻠﻬﺎ ﺍﺧﻀﺮ . ﻓﺎﻻﺑﻴﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﺍﺿﻌﺎﻑ ﺍﻻﻟﻮﺍﻥ ﺍﻻﺧﺮﻯ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻧﺼﻒ ﻛﺮﺓ ﺷﻤﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﺳﻨﺒﻠﺘﻴﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻴﻬﺎ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﺻﻔﺮ ﻭﺍﻋﻼﻫﺎ ﻗﻠﻢ، ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻮﻕ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ( ﺩﻭﻟﺔ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ) .
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻘﻰ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻮﺩﺳﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﺸﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ : ﺳﺎﺩﺗﻲ : ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ، ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ .. ﺍﺷﺮﻗﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻴُﻤﻦ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻭﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮﻯ ﺍﻥ ﺻﻨﺎﺩﻳﺪ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺒﻄﺸﺔ .
ﺍﺧﻮﺗﻲ ﺍﻻﻋﺰﺍﺀ : ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﻴﻤﻮﻧﺔ ﺍﻫﻨﺊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ، ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻄﺮﺩ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺷﻌﺐ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ، ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺸﻴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻟﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺭﺍﻳﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ؟ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻻﺣﻤﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ، ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﻭﺓ ﻭﺻﻔﺎﺀ ﻗﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ . ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻻﺧﻀﺮ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﺭﺽ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﺭﺽ ﺧﺼﺒﺔ ﻭﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻻﺷﺠﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺗﺼﻴﺢ ﺍﻥ ﺷﻤﺲ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻨﺎ ﺍﺷﺮﻗﺖ . ﻭﺍﻟﺴﻨﺒﻠﺘﺎﻥ ﺗﻨﺎﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺑﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﺭﺿﻪ ﻭﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻛﻠﻬﺎ . ﻭﺍﻟﻘﻠﻤﺎﻥ ﻳﻮﻣﺌﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﻳﻮﻡ ٢ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٤٦ ﻋُﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﻒ ﺷﺨﺺ، ﺣﻴﺚ ﺍﻋﻠﻨﻮﺍ ﺑﺎﻻﺟﻤﺎﻉ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ، ﺗﻬﺪﻑ ﺍﻟﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺯﺍﻫﺮ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﻬﺬﺍ .. ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺟﻮﺍﺭ ﺟﺮﺍ .
ﺻﻌﺪ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺎﻝ ﺣﻴﺚ ﺃُﻋﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺮﻧﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﺴﺘﻘﻄﺒﺎ ﺑﺎﻟﻮﺭﻭﺩ ﻭﺭﺍﻳﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺻﻮﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻮﺭﻳﺔ، ﺍﺫ ﺍﻟﻘﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ : ( ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺍﻥ ﻳﺆﺳﺲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ " ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺫﺍﺗﻪ، ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻛﺸﻌﺐ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﺭﺿﻪ ﺑﺤﺮﻳﺔ .
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺨﻄﻮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ، ﻟﻨﺜﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺷﻌﺒﻨﺎ، ﻟﻨﺴﺘﺨﺮﺝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﻤﺎﺛﻠﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺭﺿﻨﺎ، ﺳﻨﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ .. ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺼﺎﻟﺤﻨﺎ، ﻓﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺤﻨﺎ ﻓﺎﻧﻨﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺭﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ﻭﺍﺩﻳﻨﺎ ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻨﺎ . ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻻ ﻧﺘﺸﺎﺀﻡ ﺍﺑﺪﺍ .. ) .
ﻟﻘﺪ ﺗﻔﺘﺤﺖ ﺍﻓﺌﺪﺓ ﺍﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﻧﺎﻧﺔ، ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻋﻠﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﺳﻴﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺰﻱّ ﺳﻴﺎﺩﻱ ( ﺟﻨﺮﺍﻟﻲ ) ، ﺍﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺷﺮﺍﺋﺤﻪ . ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺷﻜﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﻭﺣﻀﻮﺭﻫﻢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻬﻢ ﺍﻳﺎﻩ ﻛﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻫﻢ ﻭﺍﺛﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻻﻣﺎﻧﺔ . ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﺎﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻔﻞ .
ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﺷﺮﻉ ﺑﻤﺸﺎﻭﺭﻩ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻴﻦ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ، ﻭﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻳﻮﻡ ١١ / ٢ / ١٩٤٦ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻻﺗﻲ :
١ - ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺑﺎﺑﻪ ﺷﻴﺦ
٢ - ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﺳﻴﻒ
٣ - ﻣﻨﺎﻑ ﻛﺮﻳﻤﻲ
٤ - ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻣﻴﻦ ﻣﻌﻴﻨﻲ
٥ - ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﺍﻟﻴﺨﺎﻧﻲ ﺯﺍﺩﻩ
٦ - ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻳﻮﺑﻴﺎﻥ
٧ - ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﻟﻲ ﺯﺍﺩﻩ
٨ - ﺧﻠﻴﻞ ﺧﻮﺳﺮﻭﻱ
٩ - ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻻﻫﻲ
١٠ - ﻣﻼ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺠﺪﻱ
١١ - ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺩﺍﻭﺩﻱ
١٢ - ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺣﻴﺪﺭﻱ
١٣ - ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺧﺎﻧﻲ
١٤ - ﻛﺮﻳﻢ ﺍﺣﻤﺪﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ
ﻭﻛﻴﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﻭﻛﻴﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ( ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ )
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺮﻱ ( ﺍﻟﻄﺮﻕ )
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ
ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﺍﻭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺍﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻣﺮ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻓﺎﻣﺴﻚ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻼ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺠﻴﺪ ﺭﺍﻳﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﺴﺒﻘﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﺠﻮﺍ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﻌﻪ، ﻓﺄﺩﻯ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ : ( ﺍﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﻭﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺷﻌﺐ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﻬﺎ، ﺍﻥ ﺍﺧﺪﻡ ﻭﺍﺳﻌﻰ ﺍﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﺣﻴﺎﺗﻲ، ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭ ﺍﻋﻼﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺍﻓﺘﺨﺮ ﺑﻜﻮﻧﻲ ﺍﺗﺴﻨﻢ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﻣﻊ ﺍﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ ﻭﺍﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺑﻘﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ) .
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﻬﺪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﺑﻨﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﺍﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻗﻞ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ،
١٩٠١ - ١٩٤٧
ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﻴﺮﺯﺍ ﺍﺣﻤﺪ، ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻬﺎﺑﺎﺩ ﺳﻨﺔ ١٩٠١، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﻪ ﻣﻦ ﻋﺸﻴﺮﺓ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻚ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺻﻴﺖ ﺫﺍﺋﻊ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻣﻮﻛﺮﻳﺎﻥ . ﺍﺫ ﺍﻋﺪﻡ ﺑﺘﺄﺭﻳﺦ ٣١ / ٣ / ١٩٤٧ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻻﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﻤﻬﺎﺑﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ( ﺟﻮﺍﺭ ﺟﺮﺍ ) ، ﻣﻊ ﺭﻓﺎﻗﻪ، ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﺰﺝ ﺑﺪﻣﻪ ﺍﻟﺰﻛﻲ ..
ﻛﺎﻥ " ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺟﻼ ﺫﺍ ﻗﺎﻣﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﻟﺤﻴﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ، ﻭﺗﺘﺴﻢ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺭ ... ﺍﺗﻘﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﻞ ﺗﻄﺮﻕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ، ﺣﻴﺚ ﺍﺗﻘﻦ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻦ : ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﺍﻭﻝ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺎﺑﺎﺩ، ﻋﻴﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺴﺆﻭﻝ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ... ﻭﻳﺸﺠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ... ﻋﺎﺭﺽ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﺸﺪﺓ، ﻟﻬﺬﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﺍﻻﻗﻄﺎﻋﻴﻴﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﺳﻨﺪﺍ ﻗﻮﻳﻤﺎ ﻟﻠﻔﻼﺣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﺎﺩﺣﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﺑﺎﻻﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .
ﻗﺒﻞ ﺑﺮﻭﺯ ( ﻋﺼﺒﺔ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ – ﺯ . ﻙ - ) ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ، ﺍﻧﻀﻢ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ " ﺍﻟﻰ ﺣﺰﺏ ( ﺧﻮﻳﺒﻮﻥ ) ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﻠﻦ ﻧﻀﺎﻟﻪ ﺳﻨﺔ ١٩٢٧ ﺑﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﺍﺣﺴﺎﻥ ﻧﻮﺭﻱ ﺑﺎﺷﺎ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺣﺰﺏ ( ﺯ . ﻙ ) ﺍﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﻀﻮﺍ ﺍﻟﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻫﻮ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺑﻤﺒﺎﺩﺋﻬﻢ ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﺑﺮﺍﻣﺠﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻭﻟﻠﻐﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﻜﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻗﺶ ﺍﻟﺴﻴﺪ ( ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻣﻴﻦ ﺷﺮﻳﻒ ) ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ، ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺛﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺛﻼﺛﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻤﺜﻞ ﻛﻮﺭﺩ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﺜﻞ ﻛﻮﺭﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻗﺎﺳﻢ ﻗﺎﺩﺭﻱ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻟـ( ﺯ . ﻙ ) . ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻋﺪﺓ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻬﻤﺔ، ﺍﺑﺮﺯﻫﺎ ﻫﻮ ﻣﺪّ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺧﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻴﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺷﻌﺐ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻴﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮﻩ .
ﻟﻘﺪ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺟﻬﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺗﻤﺸﻴﺔ ﺍﻣﻮﺭﻫﻢ، ﻓﺸﺮﻉ ﺑﻘﻄﻊ ﺻﻼﺗﻬﻢ ﺑﻄﻬﺮﺍﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺣﺸﺪ ﺍﻧﺎﺱ ﺟﻢّ ﻓﻲ ١٦ / ١٢ / ١٩٤٥ ﺑﺴﺎﺣﺔ ( ﺟﻮﺍﺭ ﺟﺮﺍ ) ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﺣﺘﻔﺎﻝ ﻛﺒﻴﺮ، ﺗﻔﻌﻤﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻩ، ﻓﺎﻋﻠﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻮﻛﺮﻳﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻃﻬﺮﺍﻥ ، ﻓﻨﺰّﻟﻮﺍ ﺭﺍﻳﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻋﻠﻮﺍ ﺭﺍﻳﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻮﻥ ﺍﺣﻤﺮ ﻭﻭﺳﻄﻬﺎ ﺍﺑﻴﺾ، ﻭﺍﺳﻔﻠﻬﺎ ﺍﺧﻀﺮ . ﻓﺎﻻﺑﻴﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﺍﺿﻌﺎﻑ ﺍﻻﻟﻮﺍﻥ ﺍﻻﺧﺮﻯ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻧﺼﻒ ﻛﺮﺓ ﺷﻤﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﺳﻨﺒﻠﺘﻴﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻴﻬﺎ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﺻﻔﺮ ﻭﺍﻋﻼﻫﺎ ﻗﻠﻢ، ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻮﻕ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ( ﺩﻭﻟﺔ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ) .
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻘﻰ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻮﺩﺳﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﺸﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ : ﺳﺎﺩﺗﻲ : ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ، ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ .. ﺍﺷﺮﻗﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻴُﻤﻦ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻭﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮﻯ ﺍﻥ ﺻﻨﺎﺩﻳﺪ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺒﻄﺸﺔ .
ﺍﺧﻮﺗﻲ ﺍﻻﻋﺰﺍﺀ : ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﻴﻤﻮﻧﺔ ﺍﻫﻨﺊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ، ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻄﺮﺩ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺷﻌﺐ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ، ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺸﻴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻟﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺭﺍﻳﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ؟ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻻﺣﻤﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ، ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﻭﺓ ﻭﺻﻔﺎﺀ ﻗﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ . ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻻﺧﻀﺮ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﺭﺽ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﺭﺽ ﺧﺼﺒﺔ ﻭﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻻﺷﺠﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺗﺼﻴﺢ ﺍﻥ ﺷﻤﺲ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻨﺎ ﺍﺷﺮﻗﺖ . ﻭﺍﻟﺴﻨﺒﻠﺘﺎﻥ ﺗﻨﺎﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺑﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﺭﺿﻪ ﻭﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻛﻠﻬﺎ . ﻭﺍﻟﻘﻠﻤﺎﻥ ﻳﻮﻣﺌﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﻳﻮﻡ ٢ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٤٦ ﻋُﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﻒ ﺷﺨﺺ، ﺣﻴﺚ ﺍﻋﻠﻨﻮﺍ ﺑﺎﻻﺟﻤﺎﻉ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ، ﺗﻬﺪﻑ ﺍﻟﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺯﺍﻫﺮ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﻬﺬﺍ .. ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺟﻮﺍﺭ ﺟﺮﺍ .
ﺻﻌﺪ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺎﻝ ﺣﻴﺚ ﺃُﻋﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺮﻧﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﺴﺘﻘﻄﺒﺎ ﺑﺎﻟﻮﺭﻭﺩ ﻭﺭﺍﻳﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺻﻮﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻮﺭﻳﺔ، ﺍﺫ ﺍﻟﻘﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ : ( ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﺍﻥ ﻳﺆﺳﺲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ " ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺫﺍﺗﻪ، ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻛﺸﻌﺐ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﺭﺿﻪ ﺑﺤﺮﻳﺔ .
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺨﻄﻮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ، ﻟﻨﺜﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺷﻌﺒﻨﺎ، ﻟﻨﺴﺘﺨﺮﺝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﻤﺎﺛﻠﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺭﺿﻨﺎ، ﺳﻨﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ .. ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺼﺎﻟﺤﻨﺎ، ﻓﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺤﻨﺎ ﻓﺎﻧﻨﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺭﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ﻭﺍﺩﻳﻨﺎ ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻨﺎ . ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻻ ﻧﺘﺸﺎﺀﻡ ﺍﺑﺪﺍ .. ) .
ﻟﻘﺪ ﺗﻔﺘﺤﺖ ﺍﻓﺌﺪﺓ ﺍﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﻧﺎﻧﺔ، ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻋﻠﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﺳﻴﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺰﻱّ ﺳﻴﺎﺩﻱ ( ﺟﻨﺮﺍﻟﻲ ) ، ﺍﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺷﺮﺍﺋﺤﻪ . ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺷﻜﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﻭﺣﻀﻮﺭﻫﻢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻬﻢ ﺍﻳﺎﻩ ﻛﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻫﻢ ﻭﺍﺛﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻻﻣﺎﻧﺔ . ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﺎﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻔﻞ .
ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﺷﺮﻉ ﺑﻤﺸﺎﻭﺭﻩ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻴﻦ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ، ﻭﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻳﻮﻡ ١١ / ٢ / ١٩٤٦ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻻﺗﻲ :
١ - ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺑﺎﺑﻪ ﺷﻴﺦ
٢ - ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﺳﻴﻒ
٣ - ﻣﻨﺎﻑ ﻛﺮﻳﻤﻲ
٤ - ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻣﻴﻦ ﻣﻌﻴﻨﻲ
٥ - ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﺍﻟﻴﺨﺎﻧﻲ ﺯﺍﺩﻩ
٦ - ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻳﻮﺑﻴﺎﻥ
٧ - ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﻟﻲ ﺯﺍﺩﻩ
٨ - ﺧﻠﻴﻞ ﺧﻮﺳﺮﻭﻱ
٩ - ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻻﻫﻲ
١٠ - ﻣﻼ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺠﺪﻱ
١١ - ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺩﺍﻭﺩﻱ
١٢ - ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺣﻴﺪﺭﻱ
١٣ - ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺧﺎﻧﻲ
١٤ - ﻛﺮﻳﻢ ﺍﺣﻤﺪﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ
ﻭﻛﻴﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﻭﻛﻴﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ( ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ )
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺮﻱ ( ﺍﻟﻄﺮﻕ )
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ
ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﺍﻭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺍﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻣﺮ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻓﺎﻣﺴﻚ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻼ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺠﻴﺪ ﺭﺍﻳﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﺴﺒﻘﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﺠﻮﺍ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﻌﻪ، ﻓﺄﺩﻯ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ : ( ﺍﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﻭﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺷﻌﺐ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﻬﺎ، ﺍﻥ ﺍﺧﺪﻡ ﻭﺍﺳﻌﻰ ﺍﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﺣﻴﺎﺗﻲ، ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭ ﺍﻋﻼﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺍﻓﺘﺨﺮ ﺑﻜﻮﻧﻲ ﺍﺗﺴﻨﻢ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﻣﻊ ﺍﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ ﻭﺍﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺑﻘﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ) .
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﻬﺪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﺑﻨﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﺍﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻗﻞ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق